وسط إجراءات أمنية مشددة يؤدي السبت القادم 800 ألف طالب وطالبة امتحانات الثانوية العامة بمرحلتيها الأولى والثانية أمام 1544 لجنة على مستوى الجمهورية.
المخاوف الكبيرة لآلاف الأسر المصرية أهم ما يميز امتحانات هذا العام، والذى يعتبر أول امتحان ثانوية عامة بعد ثورة 25 يناير، وذلك بسبب الخوف الشديد من تسرب الامتحانات والاعتداء على بعض اللجان أو كنترولات التصحيح بخلاف الخوف الدائم من صعوبة الامتحان.
كان د. أحمد جمال الدين، وزير التربية والتعليم، قد أعلن أن القوات المسلحة ستعمل علي تأمين أوراق الثانوية العامة فى القاهرة ومختلف محافظات الجمهورية منعا للتلاعب أو محاولة السطو علي الأوراق، وأشار فى حواره للعاشرة مساء، إلى أن الوزارة قامت بالتنسيق مع كافة المحافظين ومع ممثلين من القوات المسلحة لتواجد دوريات للشرطة العسكرية أثناء انعقاد الامتحانات لإقرار الأمن وتوفير سبل الراحة للطلاب لتمرير الامتحانات بسلام.
وفي حوار له لمجلة آخر ساعة صرح جمال محمد العربي، رئيس الإدارة المركزية للتعليم الثانوي ورئيس عام امتحانات الثانوية العامة، بأنه تم انتداب 102 ألف معلم لأعمال الثانوية العامة ،52 ألفا منهم لأعمال التصحيح و50 ألفا لأعمال المراقبة والملاحظة، لافتا أنه تم مراعاة ألا تبعد المسافة التي ينتقل منها المراقب عن 60 كيلو ولا تقل عن 15 كيلو من محل سكنه، وذلك حتى يستطيع أن ينتقل من مسكنه إلى لجنة المراقبة ويعود بسهولة في نفس اليوم، ولتقليل أعداد المراقبين المضطرين للمبيت في الاستراحات ولضمان تجهيز استراحة تناسب المعلم.
ولتلافي حوادث الوفاة التي تعرض لها العديد من المراقبين العام الماضي أوضح أنه تم فتح باب الاعتذارات قبل تكليف أي معلم بأعمال المراقبة سواء للمرضى أو ذوي الإعاقة أو التي لديها رضيع أو لطلاب الدبلومات العليا لتلافي تكرار ذلك هذا العام.
وعن مستوى الأسئلة أكد أن الامتحانات ستكون في مستوى الطالب المتوسط باستثناء 15% فقط من الأسئلة للطالب المتميز لتحديد الفوارق بين الطلاب، وأن الهيئة الفنية المشكلة لوضع الامتحان التزمت بالوضوح في وضع الأسئلة والبعد عن التعقيد والالتزام بما تم حذفه من المناهج .
تحذير شديد اللهجة
وكان بيان قد صدر من المركز المصرى لحقوق الانسان حذر من إجراء امتحانات الثانوية العامة في جو يتسم بالتراجع الأمني الشديد وهو ما قد يؤدي إلى الكثير من المشاكل سواء داخل اللجان أو خارجها، مشيرا إلى أنه إذا لم يحكم المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتأمينات مشددة ستشهد لجان الثانوية العامة هذا العام ما لم تشهده خلال نصف قرن مضى من التجاوزات.
وجاء في التقرير أيضا أن متابعة الأوضاع الأمنية بالقرب من المدارس وامتحانات النقل في بعض المحافظات أكدت على وجود غياب أمني، وهو ما أدى إلى حدوث مشاكل عديدة أمام المدارس واعتداءات من التلاميذ على المدرسين وانتشار البلطجة ودخولهم المدارس وتعريض حياة التلاميذ والمعلمين للخطر وهو وضع سيئ لا يمكن السكوت عليه ويتطلب المزيد من الاحتياطات الأمنية .
الأمر الذي دعا الوزارة للإعلان عن نقل أوراق الأسئلة غدا الأربعاء من المطبعة السرية إلى المحافظات النائية بواسطة طائرات حربية لتوزيعها على مراكز توزيع الاسئلة بالمحافظات، مع التشديد على الإجراءات الخاصة بفتح مظاريف الأسئلة صباح يوم الامتحان وعدم اطلاع أى مسئول عليها إلا الأشخاص المسموح لهم بمراجعة الأسئلة.
لجان شعبية للجان الثانوية
وقد عقد المحافظون اجتماعات مكثفة مع مديرى مديريات التربية والتعليم لوضع الترتيبات الخاصة بتأمين اللجان وتوزيع الاسئلة والعمل علي تهيئة المناخ المناسب للطلاب لتأدية الامتحانات في جو آمن مستقر.
ففي الاسماعيلية أعلن اللواء احمد حسين مصطفى عن تشكيل لجان شعبية من شباب وأهالي محافظة الاسماعيلية لتأمين اللجان بالتعاون مع أجهزة الأمن والجيش لمنع أعمال البلطجة والغش الجماعي والتصدي لأي أعمال شغب يمكن أن تعوق أعمال الامتحانات بالشكل السليم.
وفي المحلة تم عمل مركز تجميع لمدرسي المرحلة الاعدادية والعاملين بالادارة التعليمية وذلك تحسباً لتأخر أو غياب أحد العاملين باللجان الخاصة بالثانوية العامة، وأشار حامد بدوى، مدير إدارة شرق المحلة التعليمية، إلى أنه سيتم ندب معلمين بدلا من المتأخرين عن موعد اللجان لعدم تعطيل سير عملية المراقبة .
كما أكد خضرى على احمد، وكيل وزارة التربية والتعليم بمحافظة قنا، أنه تم تشكيل غرفة عمليات تستهدف توفير قاعدة بيانات كاملة برؤساء اللجان والمراقبين الاوائل ومديرى العموم بكل قطاعات المديرية، لمتابعة تنفيذ فكرة بنك الملاحظين التي تم تطبيقها فى كل من امتحانات الشهادة الاعدادية والدبلومات وأثبتت نجاحا فى تغطية كافة مقرات اللجان بالمراقبين الاحتياطيين ورؤساء اللجان فى حالة حدوث أى ظروف طارئة تؤثر على سير الامتحانات.
وفي البحيرة تم توفير آلية اتصال بين رؤساء اللجان ومراكز الشرطة وغرف العمليات الرئيسية والفرعية، مع وضع نظام دقيق ومحكم يكفل بدء تحرك نقل الأسئلة من مراكز التوزيع إلى لجان سير الامتحان بالمراكز والمدن في وقت مناسب حتى تصل للجان قبل بدء الامتحان بنصف ساعة على الأكثر، مع وجود فرد إطفاء بمضخة فى كل سيارة تحمل أوراق الأسئلة المعدة للتوزيع، وعدم السماح لأى شخص باستثناء المحافظ ووكيل وزارة التربية والتعليم دخول اللجان أثناء سير الامتحانات.
من جانبه أكد محمود العمريطى وكيل وزارة التعليم بالقليوبية حظر المحمول نهائيا داخل اللجان سواء بالنسبة للمراقبين أو الطلاب، واستثناء رئيس اللجنة للاتصال بغرفة العمليات التى تم تشكيلها لمواجهة أى طوارئ، ومتابعة سير عملية الامتحانات والتى تم تشكيلها من وكيل المديرية وكل مديرى الادارات التعليمية.
وكان المئات من المدرسين بمديرية التربية والتعليم قد تظاهروا أمس أمام وكالة الوزارة بمنطقة ابيس بالاسكندرية احتجاجا على قيام وزير التعليم بتنفيذ قرار وزير المالية السابق والذى ينص على خصم 10% من مكافأة الامتحانات للمدرسين كضرائب وتأمينات.
وهدد المدرسون بالاضراب عن العمل والامتناع عن المراقبة وتصحيح امتحانات الثانوية العامة لحين تنفيذ مطالبهم بإلغاء قانون وزير المالية السابق والتابع للنظام البائد.
اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية بعد 72 ساعة:أول ثانوية عامة بعد الثورة