أكد الدكتور مصطفى النجار المتحدث باسم حزب العدل أن مصر تحتاج لتحريك المياه الراكدة فى علاقتها مع إيران مستنكرا محاولات بعض وسائل الإعلام تشويه صورة إيران وإطلاق شائعات تهدد العلاقة بين البلدين، مؤكدا أنه طلب الكلمة خلال لقاء الوفد الشعبى المصرى الذى زار طهران مؤخرا خلال لقائه مع رئيس الإذاعة والتليفزيون الإيرانى، بعد أن أشار فى كلامه إلى أن الثورة المصرية إسلامية، وقال النجار إنه أصر على نفى هذا الأمر والتأكيد على أن الثورة المصرية متفردة ولا مثيل لها وشارك فيها المسلم والمسيحى.
وأضاف النجار أن رئيس الإذاعة والتليفزيون الإيرانى قال له "عليك أن تسأل المسئولين فى بلدكم لماذا تركتم هيلارى كلينتون تمرح فى ميدان التحرير، وتلتقط الصور التذكارية، ومنعتم الإيرانيين من دخول مصر، ورفضتم منحهم التأشيرات"، مضيفا أن الرئيس الإيرانى اعترف بوضع مصر ومكانتها قائلا "مصر أكبر من أن يحتويها أحد، وإيران لا تستطيع عمل مد شيعى فيها".
وأكد النجار على أنه التقى عددا كبيرا من الشباب الإيرانى الذين شعروا بأن الوفد الشعبى المصرى جاء ليدعمهم، خاصة بعد أن علموا الانتقادات التى وجهها الوفد للمسئولين الإيرانيين لحظرهم الفيس بوك وتويتر، وتقييد الإنترنت، موضحا أن إيران ستشهد تغييرا قريبا لوجود فجوة كبيرة بين الشباب والنخبة الحاكمة.
وأضاف النجار أن الشباب الإيرانى منفصل تماما عن الثورة الإسلامية التى حدثت من قبل، وأن التزوير الذى شهدته الانتخابات الأخيرة والقمع الذى حدث مع المتظاهرين بعدها ومشاكل حقوق الإنسان جميعها مؤشرات على وجود تغيير قريب على أرض إيران.
وبدوره شدد المحامى عصام سلطان نائب رئيس حزب الوسط فى حديثه لبرنامج العاشرة مساء أمس على أن زيارة الوفد الشعبى لإيران كشفت عن أن دول الخليج تضغط فى اتجاه استمرار توتر علاقات مصر مع إيران رغم قوة علاقة الكثير من هذه الدول معها مثل الإمارات التى وصل حجم التبادل التجارى بينها وإيران إلى 12 مليار جنيه، كما أن هناك 10 آلاف شركة إماراتية تعمل على أرض إيران، ولذلك فإن مصر الآن فى حاجة إلى تبادل اقتصادى إقليمى واسع مع دول المنطقة للخروج من سيطرة بعض العواصم عليها.
ونفى سلطان ما ينشر ويذاع حول تصريحات المسئولين الإيرانيين بشأن الثورة المصرية وأنها تعد امتدادا للثورة الإيرانية، رافضا أيضا محاولات إشاعة الذعر من وجود الإيرانيين فى مصر قائلا "احنا 80 مليون لو جالنا 100 ألف إيرانى لن يستطيعوا تشييعنا، وفى المقابل هناك 2 مليون ايرانى يزورون الإمارات سنويا منهم 400 ألف مقيمين، وهؤلاء ممكن أن يتم جذبهم لتنشيط السياحة فى مصر.
وأشار سلطان إلى أن لقاء الوفد الشعبى بالرئيس الإيرانى أحمدى نجاد كان راقيا واستمر قرابة الساعتين لم يتحدث خلالها الرئيس الإيرانى سوى ثلث الوقت وترك الباقى للوفد الذى بدأ الحديث بتوضيح كل المآخذ على إيران ومحاولات استعادة العلاقات والتبادل الاقتصادى وغيرها من المحاور واصفا الرئيس الإيرانى بأنه يرتدى بدلة وشراب وحذاء كالتى يرتديها أبسط عامل فى مصر قائلا "نجاد بيجيب سندوتش من بيتهم يأكله فى قصر الرئاسة الذى يحتوى على صالون يماثل أى صالون متواضع فى البيت المصرى" موضحا أنه تحدث مع الرئيس الإيرانى حول موقفه من سوريا منتقدا التغطية الإعلامية التى لا تساند ثورة الشعب السورى.
ودافع سلطان عن إيران نافيا وجود فساد سياسى أو مالى فى النخبة الحاكمة لها ممتدحا تقدم إيران الصناعى والاقتصادى، مؤكدا على أن نسبة كبيرة من السيارات وحتى الطائرات وكل شىء على أرض هذه البلد صناعة إيرانية وبالتالى فهى تزخر بخبرات كبيرة تحتاجها مصر للنهوض اقتصاديا مشيرا إلى عدم وجود فوارق كبيرة بين الطبقات فى إيران بل يوجد تقارب موضحا أنه لم يشهد متسولا واحدا أثناء زيارته، مطالبا بضرورة التعاون الاقتصادى بين مصر وكلا من تركيا وإيران.
وأكد الشيخ الشيخ جمال قطب رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا أن إيران فرحة بالثورة المصرية، وهذا ما اكتشفه الوفد الشعبى الذى تكون من 40 شخصا بينهم كوادر إعلامية ودبلوماسيون وأزهريون وفنانون ورجال أعمال وأساتذة جامعيون وغيرهم، موضحا أنه طلب الكلمة فى أول لقاء للوفد مع المسئولين الإيرانيين قال فيها إن دوافع ثورة إيران تختلف عن مصر، فالأولى دينية تحملها المشايخ والثانية شعبية تحملها الشباب.
ونفى الشيخ قطب ما يشاع حول إساءة ايران للثورة المصرية، مؤكدا أن الرئيس أحمدى نجاد عند لقائهم أقسم بأن تحليق طائرته فوق سماء مصر خير له من زيارة واشنطن، مضيفا أن وزير الخارجية الإيرانى تعهد بإرسال ما يزيد عن مليون ونصف إيرانى لمصر للسياحة فور عودة العلاقات لتعويض خسارة مصر فى الجانب السياحى بعد الثورة.
واستنكر قطب التعامل المصرى مع الجانب الإيرانى بقسوة ومنعه من التواجد على أرض مصر قائلا "الهند لها سفارة وإسرائيل فلماذا إيران ممنوعة من ذلك، هل التعامل مع الشيعة مخيف إلى هذا الحد والتعامل مع السيخ والهندوس أمر عادى".
وأشاد الشيخ قطب بما شاهده فى إيران قائلا "الإيرانيون لديهم الفهم الصحيح للإسلام".