لا يزال الموالون للزعيم الليبي معمر القذافي يبدون مقاومة شرسة في مجمع باب العزيزية بالعاصمة طرابلس حيث كان يقيم القذافي، كما شنوا هجمات متفرقة في أماكن أخرى من طرابلس ومناطق أخرى من ليبيا.
ويقول مراسل بي بي سي في طرابلس إن الوضع الأمني لا يزال هشا رغم مرور أكثر من يوم على سيطرة قوات المعارضة على باب العزيزية.
روابط ذات صلة
* ليبيا: انفجارات عنيفة تهز محيط مقر القذافي وطرابلس تتهم الناتو بقتل مدنيين
* ليبيا: المعارضة تقرر إبطاء تقدمها نحو العاصمة حتى انتفاضة أهلها
* ليبيا: المعارضة "تتقدم" نحو طرابلس، والقذافي "لن يشارك في المفاوضات" معها
اقرأ أيضا
موضوعات ذات صلة
* ليبيا
وأشارت التقارير إلى تبادل إطلاق النار بالقرب من فندق كورينثيا الذي نقل إليه الصحفيون الأجانب الذين كانوا محتجزين في فندق ريكسوس بعد السماح لهم بمغادرة الفندق.
واضافت قائلة إن مصدر القصف يبدو هو حي ابو سليم.
وقالت قوات المعارضة إن محاولتها التقدم باتجاه مدينة سرت حيث يعتصم بعض الموالين للقذافي توقفت جراء نيران المدفعية الثقيلة.
انشقاق
ومن جهة أخرى، أعلن نائب مدير المخابرات الليبية اللواء خليفة محمد علي يوم الاربعاء ولاءه لقوات المعارضة التي تقاتل القذافي في مقابلة مع إحدى القنوات التلفزية.
وقال علي في المقابلة انه يضع نفسه في خدمة الشعب ويدعو القادة والجنود أبناء ليبيا الى الانضمام الى "ثورة 17 فبراير".
"معركة ضارية"
وقال متحدث من المعارضة الليبية ان القوات التابعة لها خاضت معركة ضارية مع رئيس أركان جيش القذافي في مزرعته بطرابلس يوم الاربعاء.
وقال المتحدث عبد السلام ابو زعلوك ان قتالا ضاريا يجري في مزرعة تخص عبد الرحمن الصيد رئيس أركان القوات المسلحة الليبية.
وقال أبو زعلوك "الان يقود (الصيد) معركة مع قوات المعارضة وهو لا يزال موجودا في المزرعة."
وفي حادث منفصل قال ابو زعلوك ان المعارضين عثروا على مدير مكتب القذافي بشير صالح وابنائه الاربعة في مزرعة اسرته في طرابلس متنكرا في زي سوداني.
مكافأة
قوات المعارضة الليبية في طرابلس
لا تزال أجواء الفرحة تعم قوات المعارضة في طرابلس
وفي سياق جهود القبض على القذافي، قال المجلس الوطني الانتقالي يوم الاربعاء انه يعرض مكافأة قدرها 1.3 مليون دولار والعفو عن أي فرد يسلم العقيد حيا أو ميتا.
ويلاحق مقاتلو المعارضة الرجل الذي حكم ليبيا 42 عاما بعد اقتحام مجمعه في طرابلس يوم الثلاثاء لكنهم وجدوا انه مهجور في معظمه.
وقال مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي في مؤتمر صحفي ان المجلس يعلن ان أي فرد من الدائرة المقربة من القذافي يقتله أو يعتقله سيمنحه المجتمع عفوا عن أي جرائم يكون قد ارتكبها.
وأضاف ان رجل أعمال من بنغازي عرض أيضا مكافأة قدرها مليونا دينار (1.3 مليون دولار) لمن يمسك بالقذافي.
وقال المجلس الوطني الانتقالي انه يفضل الامساك بالقذافي حيا حتى يمكن تقديمه للمحاكمة. لكن عبد الجليل قال ان القذافي لن يستسلم بسهولة ولا يزال بامكانه ارتكاب "عمل كارثي".
وأضاف انهم يعلمون ان نظام القذافي لم ينته بعد وان النهاية ستأتي فقط عندما يقبض عليه حيا أو ميتا.
وقال ان قوات القذافي والمتواطئين معه لن يكفوا عن المقاومة حتى يلقى القبض على القذافي أو يقتل.
يقول المراسلون إن هذه محاولة مفضوحة لزرع بذور الفرقة بين مؤيدي القذافي.
وقال أحمد باني المتحدث العسكري باسم المعارضين في وقت سابق ان قوات المعارضة سيطرت على طرابلس بالكامل وان كانت بعض جيوب المقاومة لا تزال في المدينة التي يبلغ سكانها مليوني شخص.
ونهب مقاتلو المعارضة مجمع باب العزيزية في العاصمة يوم الثلاثاء فيما ينظر اليه على نطاق واسع على انه الضربة الاخيرة لحكمه الذي استمر عدة عقود.
وقال عبد الجليل ان بعض مسؤولي المجلس الوطني قريبون من طرابلس وينتظرون الدخول في أقرب وقت ممكن وان انتقال المجلس الوطني الانتقالي إلى العاصمة سيستكمل "خلال الاسبوع القادم".
السجن
ومن جهة أخرى، قال نائب رئيس الوزراء البريطاني نيك كليج يوم الاربعاء انه يود إعادة المدان في حادث لوكربي عبد الباسط المقرحي الى السجن مرة أخرى بعد الاطاحة بالقذافي.
ويضغط العديد من السياسيين الامريكيين وأقارب الضحايا من أجل تسليم المقرحي الى الولايات المتحدة بعد الافراج عنه لأسباب انسانية قبل عامين.
وقال كليج لشبكة تلفزيون سكاي "رأيي الشخصي هو انني أود ان ارى المقرحي خلف القضبان لانه أيا كان ما تعتقده فهو شخص مُدان في محكمة في واحدة من أكثر الاعمال الارهابية فظاعة التي شهدها هذا البلد على الاطلاق."
وأدين المقرحي في عام 2001 بالقيام "بدور مهم في تخطيط وتنفيذ" تفجير طائرة بان امريكان فوق لوكربي.
وحكم عليه بالسجن مدى الحياة على الا تقل المدة عن 27 عاما لكنه عاد الى ليبيا في اغسطس اب عام 2009 بعد الافراج عنه من سجن اسكتلندي على اساس انه يعاني من حالة متأخرة من مرض سرطان البروستاتا.
وقالت السلطات الاسكتلندية في ذلك الوقت عند الافراج عنه انه يتوقع ان يعيش لمدة ثلاثة أشهر فقط.
وتخطى المقرحي الذكرى السنوية الثانية للافراج عنه. وظهر الشهر الماضي وسط جمع حاشد لتأييد القذافي وجلس على مقعد متحرك في اجتماع قبلي في طرابلس.
وأدى الافراج عنه الى توتر العلاقات القوية تقليديا بين بريطانيا والولايات المتحدة حيث تساءل بعض السياسيين الامريكيين ان كان الافراج عنه استهدف مساعدة شركة بي بي العملاقة للنفط للحصول على عقود في ليبيا.
ووصف رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الافراج عن المقرحي بأنه خطأ.
حصيلة معركة طرابلس
وتقدر المعارضة الليبية المسلحة سقوط حوالي اربعمائة قتيل وآلاف الجرحى في معركة السيطرة على طرابلس.
وما زال البحث جاريا عن القذافي بعد أن تمكن مقاتلو المعارضة من إحكام قبضتهم على معقله السابق في باب العزيزية
وقد اعتبر المتحدث العسكري باسم المجلس الوطني الانتقالي المقدم أحمد باني السيطرة على باب العزيزية ضربة في الصميم للقوات الموالية للقذافي.
أما خارج طرابلس، فقد قالت المعارضة إنها تحكم قبضتها على ميناء راس لانوف النفطي الاستراتيجي شرقي طرابلس. وقالت أيضاً إنها تحاول التفاوض على حل سلمي مع السكان في سيرت وسبها حيث وقع قتال عنيف الليلة الماضية.
"قتال حتى النصر"
رأس تمثال القذافي
قام مقاتلو المعارضة بفصل رأس تمثال مطلي بالذهب للزعيم الليبي عن جسده ثم داسوه باقدامهم .
وكان القذافي قد دعا انصاره للقتال "حتى النصر او الشهادة" بعد أن سيطرت قوات المعارضة على مقره المحصن في منطقة باب العزيزية في العاصمة الليبية طرابلس يوم أمس الثلاثاء.
ووصف انسحاب قواته من مجمع باب العزيزية بأنه كان "تحركا تكتيكيا"، بعد أن تحول المجمع إلى "طوب وحجارة" من جراء 64 غارة جوية لحلف شمال الاطلسي.
وكان القذافي يتحدث عبر محطة اذاعة طرابلس المحلية ونقلت كلمته أيضا محطة تلفزيون العروبة المؤيدة له.
وكان المجمع إحدى المناطق الاخيرة في طرابلس التي ظلت بيد القوات المؤيدة للقذافي حتى سقوطها بيد المعارضة.
ساركوزي
القذافي يتعهد بقتال حلف الاطلسي حتى النصر أو الموت
تعهد العقيد معمر القذافي قتال قوات حلف الاطلسي حتى النصر أو الموت جاء ذلك بكلمة اذاعية بعد ساعات من سقوط مقره باب العزيزية في ايدي المعارضة المسلحة بثته محطة تلفزيون ليبية مؤيدة للعقيد.
شاهدmp4
.لاستخدام هذا الملف لابد من تشغيل برنامج النصوص "جافا"، وأحدث الإصدارات من برنامج "فلاش بلاير"
أحدث إصدارات برنامج "فلاش بلاير" متاحة هنا
اعرض الملف في مشغل آخر
وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يوم الاربعاء ان فرنسا ستواصل العمليات العسكرية في ليبيا بموجب تفويض الامم المتحدة ما دامت هناك حاجة لذلك.
ودعا ساركوزي الى عقد مؤتمر "أصدقاء ليبيا" في باريس في الاول من سبتمبر/ أيلول والذي يمكن ان يجتمع فيه ما يصل الى 30 من الزعماء الاجانب والمنظمات الدولية للمساعدة على اعادة الاعمار والتحول الى الديمقراطية.
وقال ساركوزي للصحفيين أمام قصر الاليزيه وبجواره محمود جبريل رئيس اللجنة التنفيذية بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي "نحن مستعدون لمواصلة العمليات العسكرية بموجب قرار الامم المتحدة 1973 ما دام أصدقاؤنا الليبيون في حاجة لذلك."
وسئل ساركوزي عن الجدول الزمني للعمليات العسكرية فقال ان التزام فرنسا في هذا الشأن سوف يستمر الى أن يصبح جيش القذافي لا يشكل خطرا على الشعب الليبي.
وكانت فرنسا قدمت مع حلفاء اخرين في حلف شمال الاطلسي طائرات حربية هاجمت قوات القذافي ومدرعاته.
وفي وقت سابق يوم الاربعاء قال مصدر دبلوماسي فرنسي ان فرنسا وشركاءها بالامم المتحدة يعملون على صياغة مشروع قرار يتيح الافراج عن الاموال الليبية ورفع العقوبات مع اقتراب المعارضين فيما يبدو من الاطاحة بمعمر القذافي.
وأضاف المصدر دون أن يعطي جدولا زمنيا ان القرار لا يزال في مراحله الاولية وسيكون محل بحث في الايام القادمة خلال محادثات في قطر وتركيا ونيويورك.
وقال "من الصعب التحدث بدقة عن تفاصيل القرار" مشيرا الى أنه سيتناول مسألة العقوبات والافراج عن الاموال حيث يبدو الان حكم القذافي قد انتهى بعد 42 عاما في السلطة.
وتابع المصدر ان فرنسا تعمل مع بريطانيا والولايات المتحدة بشأن صياغة مشروع القرار.
موسكو
من جانبها، دعت موسكو المعارضة والقذافي الى وقف القتال والبدء في محادثات حول مستقبل البلاد.
وألمح الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الاربعاء الى ان روسيا مستعدة للاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي ممثلا شرعيا لليبيا اذا نجح في توحيد البلاد.
وقال مدفيديف ان القذافي ما زال يملك قدرات عسكرية ونفوذا في بلاده، على الرغم من انتصار المعارضة عليه.